Close
Close
Close
September 10, 2024

خياطة الأحلام وقيادة التغيير في صناعة الأزياء في ليبيا

تعمل مروة الوداوي، مُؤسِسة شركة تفاصيل، على تغيير مشهد الأزياء في ليبيا من خلال التركيز على إنتاج ملابس مستدامة للأطفال وذات جودة عالية. عقب أن واجهت تحدياً للحصول على ملابس للأطفال بأسعار معقولة، تعلمت مروة الخياطة وأطلقت شركتها الناشئة بدعم من حاضنة أعمال أساريا. لا تعطي شركة تفاصيل الأولوية للمواد غير السامة لملابسها فحسب، بل تهدف أيضًا إلى تمكين المجتمع المحلي في بنغازي عبر خلق فرص عمل للنساء. بوصفها أمًا ورائدة أعمال، تعمل مروة على تشكيل علامة تجارية محلية ناجحة سعياً للمساهمة في إنعاش القطاع الخاص اقتصاديًا في ليبيا.

في إحدى أحياء بنغازي المزدحمة، تعمل مروة الوداوي – وهي رائدة أعمال وأم لطفلين – على صناعة ملابس جميلة سعياً لبناء علامة تجارية محلية في مجال الأزياء. تُجسد شركتها الناشئة التي تُدعى “تفاصيل” انعكاساً لاجتهادها نحو تصميم وإنتاج ثياب الأطفال بحرفية ودقة، كما تُجسد أيضًا رؤيتها لمستقبلٍ اقتصاديٍّ مستدامٍ في ليبيا.

بدأت رحلة مروة مع خوضها تجربة شخصية أعقبت ولادة طفلها البكر حيث واجهت كونها أمًا جديدة تحديًا ناجمًا عن شُح الموارد ذات الأسعار المناسبة. تتذكر مروة تجربتها قائلة: “عندما أنجبت ابني الأكبر، بدأت في التسوق لشراء أغراضه. وجدتُ آنذاك غطاءًا لمهد الأطفال، ولكن بصراحة، لم يكن بوسعي تحمل تكلفته.عندها فكرت: لما لا أتعلم الخياطة وأصنعه بنفسي؟”

بعزمٍ ثابت، أطلقت مروة رسميًا شركة تفاصيل في عام 2020 مع التركيز على تصميم ثياب الأطفال من سن الرضاعة إلى ما قبل المراهقة، وصناعتها بجودةٍ عاليةٍ وموادٍ آمنة، وتؤكد مروة: “أرى تفاصيل كعلامة تجارية محلية لملابس الأطفال، وهو ما نفتقر إليه حقًا في ليبيا”.

لم يكن الطريق لتأسيس شركتها سهلاً على الإطلاق حيث يعتمد اقتصاد ليبيا بشكل كبير على النفط والغاز مما ترك العديد من رواد الأعمال الشباب مثل مروة في وضعٍ محفوفٍ بالمجازفات. غالبًا ما تُعيق النزاعات المسلحة والعقبات البيروقراطية نمو القطاع الخاص وتحد من الوصول إلى الموارد الأساسية.

على الرغم من تلك العقبات، وجدت مروة ملاذاً في حاضنة أعمال أساريا التي تأسست ضمن برنامج Libya Startup المُموّل من الاتحاد الأوروبي بتنفيذ منظمة سبارك وسوبر توفا، حيث انضمت مروة بتشجيعٍ من صديقتها إلى الحاضنة التي قدمت لها دعمًا هي في أمَّس الحاجة إليه، ومنحتها شعورًا بالانتماء بين زملائها مِن رواد الأعمال. من بين 380 مُتقدمًا لحاضنة أعمال أساريا، نالت شركة تفاصيل فرصة الانضمام لتُصبح إحدى 21 شركة تم اختيارها لبرنامج الحاضنة. إلى جانب تدريب رواد الأعمال لبناء قدراتهم، قدمت الحاضنة لهم أيضًا فرصة الوصول إلى مصادر التمويل، وفرص التواصل مع المستثمرين. في معرض حديثها عن تجربتها في الحاضنة، قالت مروة: “لقد تجاوز التدريب توقعاتي في العديد من الجوانب، حيث كانت المعلومات المقدمة غنية وشاملة وملهمة. شعرت بأنني أكتسب أدوات ومعارف جديدة تمكنني من تحسين مشروعي بطرق لم أكن أتوقعها قبل بدء التدريبات.”

بعد ستة أشهر من برنامج الحاضنة المكثف، فازت شركة تفاصيل في النهاية بالمركز الثالث في مسابقة الحاضنة لتفوز مروة بتمويلٍ أولي لشركتها بقيمة 15000 يورو. ترى مروة أن هذا التمويل هو نقطة تحول في مسيرتها حيث قالت: “نحن في تفاصيل سنستفيد من الدعم الذي تحصلنا عليه لتوفير مقر، وخلق فرص عمل، وتطوير المعدات التي لدينا، وزيادة خطوط الإنتاج. هناك أطفال يحتاجون تفاصيل، ولن أخذلهم”.

© SPARK 2024
© SPARK 2024
© SPARK 2024

في ورشة عمل نابضة بالنشاط وإن كانت صغيرة، يعمل فريق تفاصيل الذي يرى في هذه الشركة ملاذاً لدعم أسرهم حيث تؤكد أسماء المكي، إحدى الموظفات بالشركة، على أهمية عملها: “لقد أصبح هذا وسيلة لكسب لقمة العيش بالنسبة لي. كنتُ أعيل ثلاثة أطفال براتب الضمان الاجتماعي؛ لذا أصبحت الشركة مصدر دخل قوي، وأتحت لي الفرصة لأُحسّن من وضعي المعيشي”. في الوقت نفسه، تقدر الموظفة مستورة الوداوي بيئة العمل في شركتها: “الأجواء داخل تفاصيل سلسة ومريحة. لا يوجد شيء يعيق عملنا”.

تلتزم مروة بتوسيع عملياتها مع الحفاظ على الجودة والأسعار المناسبة التي تميز تفاصيل، كما أنها متفائلة بالمستقبل لاسيما مع وجود خطط لتوظيف المزيد من الموظفين وتسويق علامتها التجارية، حيث قالت: “سيساعدنا ذلك في الوصول إلى جمهور أوسع وزيادة المبيعات. لقد عزز الدعم الذي تلقيناه ثقتنا في النمو”.